دبت الحياة من جديد في شرايين المدن السعودية، حتى ولو كان ذلك بشكل جزئي انتظاراً للعودة الطبيعية المنتظرة والمحدد لها من قبل وزارة الداخلية في التاسع والعشرين من الشهر الجاري. الكثير من الأسئلة يجدر طرحها في هذا المقام كيف يكون سلوك الناس عند العودة الطبيعية؟ وهل ستعود الحياة إلى سابق عهدها؟ وهل ستقل أعداد المصابين بهذا الوباء عن الفترة السابقة أم أنها ستزداد جراء المخالطة التي لم تكن موجودة أيام منع التجول؟ وهل سيبحث الناس عن أنماط معيشية غير التي كانوا يعيشونها من قبل؟
لم تألُ وزارات الدولة ذات العلاقة بصحة المواطن وأمنه وعمله اليومي في رسم مسار عملي ووقائي في الوقت ذاته لكيفية العودة، مطالبين بأن تكون مباشرة الأعمال بطريقة تدريجية مع تطبيق الإجراءات الاحترازية التي ما فتئت وزارة الصحة تذكر بها.
برغم الفرحة العارمة التي تناقلها الناس بعد الإعلان عن مراحل العودة التدريجية إلا أن هذه الفرحة ربما تنقلب إلى كابوس أسود يخيم على المجتمع حال تغافل الناس أو تجاهلوا اتباع الخطوات المرشدة بإذن الله وصولاً إلى تقليل نسب الإصابات في المجتمع، فشعار الثقة بسلوك المواطن والمقيم هو الفيصل في هذا الجانب، فعندما ترفع الجهات الرسمية هذا الشعار فإنها ترى أن أفراد المجتمع كانوا عند حسن الظن بهم وقاموا بأدوارهم كما ينبغي في الفترة الماضية مستشعرين خطر هذا الوباء الذي اجتاح العالم، وبالتالي فإن من نجح في الفترة الماضية يستطيع أن يواصل هذا النجاح في الفترة الحالية وما يتبعها من خطوات عزز شعار الثقة في أفراد المجتمع.
وكما يقال باتت الكرة في ملعب المجتمع، فبواسطة أفراده تم نجاح المرحلة الأولى، وأيضاً بإمكانهم السير في النهج ذاته أملاً في السيطرة على هذا الفايروس.
الأكيد أن العالم لن يكون على نهج الحياة نفسها التي كان يعيشها قبل انتشار هذه الجائحة، فالرهان على أن هذا الفايروس نجح في تغيير سلوكيات عادات الناس إلى الأفضل، فالاهتمام بنمط الحياة من سكن وطريقة معيشة وحتى من الناحية الغذائية والسلوكية ستختلف عن ذي قبل، وسيبدأ الكثيرون بمراجعة أنماط حياتهم دورياً والبحث عن الراحة والسعادة والأمن الصحي في آن واحد.